1- مشكلة التعريف: هل يمكننا وضع تعريف محدد لمشكلة الإرهاب؟

هناك العديد من الجهود السياسية والأكاديمية التي تهدف إلى وضع تعريف محد للإرهاب، وتكمن أهمية التعريف في أنه هو ما يحدد الطريقة التي ستتعامل بها الدول المتعرضة للهجوم، لكن عملية وضع التعريف على الرغم مما تتسم به من الأهمية، لكنها أيضًا تتسم بالصعوبة الشديدة؛ فقد أعلن أحد استطلاعات الرأي أن هناك ما يقارب المئة تعريف للإرهاب ولا يزال البحث جاريًا، كما سنجد أيضًا أن كل دولة تضع تعريفًا خاصًا بها للإرهاب؛ فتعريف الإرهاب في (الولايات المتحدة ) يختلف عن تعريفه في (المملكة المتحدة)، وربما أحد أسباب ذلك أيضًا هو أن الإرهاب قد تحول إلى تهمة تلصقها حكومات الدول بأية أفراد أو جماعات تشكل عداوة أو تهديدًا بالنسبة لها.

تكمن إحدى المشكلات التي تنتج عن عدم القدرة على وضع تعريف محدد للإرهاب في تحديد ما إذا كانت كافة أشكال العنف يمكن أن تندرج في تعريف الإرهاب. فإذا كان الهدف منها هو مقاومة إحدى النظم السياسية القمعية أو الاستعمارية فهل يمكن اعتبار الثوريون في (روسيا القيصرية) والمجاهدين في (فلسطين) إرهابيين؟ من ناحية أخرى، كيف يمكن التفرقة بين الحرب والإرهاب إذا كان كل منهما يسعى إلى الترويع وبث الخوف في نفوس الناس؟ سنجد على سبيل المثال أن ابتكار القصف الجوي كان يهدف في الأساس إلى ترويع المدنيين من الأعداء وتدمير روحهم المعنوية. وعلى الرغم من ذلك فإن عمليات القصف الجوي تلك لم تتمكن في أي من الحروب التي تم استخدامها فيها من تحقيق النصر وحدها، لكننا سنجد أن الفارق بين الحرب والإرهاب هو أن الحرب هي ما تقوم به الدولة، بينما نجد أن الإرهاب يكون موجهًا في كثير من الأحيان ضد الدولة وهو ما يعتبر تصرفًا غير قانوني، أي بعبارة أخرى سنجد أن الدولة في غالب الأحيان تحتكر وحدها الاستخدام الشرعي للعنف.

2- عملية الترويع، نتائجها وأنواعها

إذا كان الهدف الأساسي للعمليات الإرهابية هو الترويع وبث الخوف والاضطراب لدى الحكومات والمدنيين، فإن تلك العملية تمر بالعديد من النتائج التي تميزها: أولها هو الاستحواذ على الانتباه؛ حيث يؤدي الخوف الناتج عنها إلى نوع من الصدمة، كما إنها تؤدي إلى شلل جميع جوانب الحياة اليومية؛ إذ يشعر المجتمع بالقلق والشك نحو مقدار ما يحصل عليه من الأمن والأمان.

أما ثانيها فهو الرسالة التي يريد الإرهابيون تبليغها أو المطالب التي يسعون إلى تحقيقها أو انتزاعها. قد تكون على سبيل المثال: إطلاق سراح أعضاء من منظمة ما، أو ربما الاعتراض على بعض السياسات التي يتم اتباعها مثل ما قام به (أسامة بن لادن) من إعلان الحرب على (الولايات المتحدة) لتدنيس قواتها أراضي المسلمين.

أما النتيجة الثالثة، فتتمثل في رد الفعل الذي يقوم به كلٌ من الحكومات والمدنيين على عملية الترويع. فعلى الرغم من أن تحقيق المطالب التي غالبًا ما تكون مطالب سياسية يقع دائمًا في أيدي الحكومات، فإنه يمكن للإرهاب أن يجعل من خوف العامة وسيلة حاسمة لتنفيذ مطالبه.

أما عن أنواع الترويع فتنقسم إلى نوعين أساسيين: الأول يطلق عليه دعم الوجود، وتلجأ إليه في الغالب المنظمات السرية الصغيرة التي تسعى إلى ترويع العامة لمنعهم من تزويد القوات الأمنية بأية معلومات، والنوع الثاني من عمليات الترويع هو الإثارة وأهداف هذا النوع في الغالب ما تكون أكثر طموحًا وأوسع نطاقًا كأن تسعى مثلًا إلى التمهيد لثورة ما أو حرب أهلية بدوافع القومية أو التحرر.

3- النساء والإرهاب

4- الإرهاب الديني: كيف أدت عملية إحياء الأصولية الدينية إلى استخدام العنف؟ - الجزء الاول

5- الإرهاب الديني: كيف أدت عملية إحياء الأصولية الدينية إلى استخدام العنف؟ - الجزء الثاني

6- الإرهاب الثوري: كيف يتم استخدام العنف والترويع لتحقيق تحول سياسي واجتماعي شامل؟

7- الإرهاب القومي: هل يحرر الإرهاب الأمم؟ هل يمكن باستخدام العنف أن تتمكن الأقليات من إنشاء وطن خاص بها؟

8- الإرهاب الدولي

9- مكافحة الإرهاب: